كثيراً ما يتساءل الشباب العربي والمُهتمّون بثقافة إيران: «هل توجد حفلات ديسكو رسميّة داخل إيران؟» أو «هل يمكن الذهاب إلى نادٍّ ليلي أو ديسكو في طهران أو غيرها؟». في هذا المقال نُقدّم إجابة شاملة حول هذا السؤال، مع تحليل السياق القانوني، الواقع الاجتماعي، والتحدّيات التي تواجه هذه الظاهرة.
١. الإطار القانوني والتنظيمي
-
بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، تمّ تشديد القوانين على الحياة الليلية والوصول إلى أماكن الترفيه التي تعتمد على الموسيقى والرقص المختلط، بما في ذلك ما يُعرف عادةً بـ «الديسكو».
-
في المصادر المتاحة، يتمّ القول أنّ النوادي الليلية أو الديسكوات بشكلها التقليدي «غير مُجازة رسمياً» في طهران ومدن إيران الكبرى.
-
نتيجة لذلك، فإنّ الحفلات الراقصة الجماعية الكبيرة (Nightclubs) غالباً ما تُمارس بطرق غير معلنة أو تحت الأرض. قام تقريرٌ بـ «برترینها» بجولة ميدانية في ما يُسمّى «تیکتپارتی» – وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى حفلات تتطلب تذاكرٍ موزّعة سراً – داخل إيران.
-
باختصار: لا يُمكن القول بأنّ هناك «ديسكو رسميّ» معترف به من الدولة الإيرانية بنفس النمط الموجود في بعض الدول، لكن توجد نشاطات ليلية بديلة خارج الأطر الرسمية.
٢. الواقع اليومي – الحفلات تحت الأرض
-
بحسب التقرير المذكور، بعض الشباب الإيراني يشارك في حفلات سرّية داخل منازل أو حدائق مؤقّتة، يتمّ الإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الدعوات الخاصة فقط.
-
هذه الحفلات غالباً ما تكون بإذن محدود، أو في أماكن غير معلنة، ومع مخاطرة قانونية أعلى.
-
من جهةٍ أخرى، بعض النوادي أو المساحات الترفيهية الموجودة تعمل ضمن حدود معينة: مثلاً موسيقى حية، حفلات خاصة، أو نشاطات ليلية لكن ليس بالضرورة تحت تسمية «ديسكو» بالمعنى الغربي الكامل.
-
لهذا، فالشباب الذين يبحثون عن تجربة حقيقية لنادٍّ ليلي بأسلوب الديسكو «الغربي» قد يواجهون صعوبة، أو يكون عليهما اختيار السفر إلى خارج البلاد أو تجربة أكثر خصوصية داخل إيران.
٣. التحدّيات والفرص أمام الشباب الإيراني
التحدّيات:
-
القوانين الصارمة التي تحدّ من الفضاءات التي تسمح بالرقص المختلط والموسيقى الحيّة الجماعية.
-
الخوف من العقوبات أو المراقبة عند تنظيم حفلات تعتبرها السلطات «غير قانونيّة».
-
ندرة الأماكن المسجلة رسمياً بهذا النوع، مما يزيد من تكلفة الدخول أو المخاطرة.
الفرص:
-
مع تزايد استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للشباب تنظيم نشاطات خاصة أكثر سهولة، لكن يخضع ذلك دوماً لتقدير ومخاطر.
-
ربما تظهر تغييرات مستقبلية إذا خففت بعض المؤسسات المحلية القيود أو أُدخلت أشكال ترفيه أكثر مرونة ضمن الإطار القانوني.
٤. ما الذي قد يتغيّر في المستقبل؟
-
هناك إشارات إلى تغيّر بسيط في المشهد الترفيهي، من حيث الاستماع إلى موسيقى حية أو حضور حفلات خاصة تحت أسماء مختلفة، مما قد يشير إلى إمكانية تغيّير شامل أو جزئي في سياسة الترفيه الليلي داخل إيران.
-
لكن حتى اليوم، لا توجد معلومات واضحة عن قانون جديد يعترف بالديسكو كـ «نادي ليلي مفتوح» رسمياً في المدن الإيرانية الكبرى.
-
إن كنت تخطط لزيارة أو للعيش في إيران، وتهتم بهذا النوع من الترفيه، يُوصى بأن تتعرّف على الوضع المحلي في المدينة التي تذهب إليها، وأن تفضّل النشاطات التي تُقام بتنسيق قانوني لتجنّب المخاطر.
إجابةً على السؤال: نعم ولّا، إذ بينما لا توجد ديسكوات معتَمدَة بنفس النمط الغربي التقليدي في معظم المدن الإيرانية، فإنّ هناك نشاطات ليلية وتنظيمات تحت الأرض وتجارب شبابية موازية تُعقد بدون تصريح علني واسع. يجب الالتزام بالحذر ومعرفة القوانين المحلية.
