يُعتبر موضوع الحجاب في إيران واحداً من أكثر القضايا الاجتماعية والسياسية التي تثير نقاشاً واسعاً داخل البلاد وخارجها. فمنذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، أصبح ارتداء الحجاب إلزامياً للنساء الإيرانيات وجميع النساء الأجنبيات داخل الأراضي الإيرانية، بغضّ النظر عن دينهنّ أو ثقافتهنّ. ومع ذلك، ما زال هذا القرار يثير جدلاً متجدداً بين الالتزام الديني، والحرية الشخصية، والتغيّرات الاجتماعية التي تشهدها البلاد.
القانون الإيراني ومفهوم الحجاب الإجباري
تنصّ القوانين الإيرانية على ضرورة ارتداء النساء للحجاب الشرعي في الأماكن العامة. ويشمل ذلك:
-
تغطية الشعر بالكامل أو جزئياً حسب التفسير الرسمي.
-
ارتداء ملابس فضفاضة غير كاشفة.
-
الالتزام بمعايير محددة في المدارس، المؤسسات الحكومية، والأسواق.
تتولى شرطة الإرشاد (المعروفة سابقاً باسم گشت ارشاد) مسؤولية مراقبة الالتزام بقوانين الحجاب، رغم أن آليات التنفيذ تشهد تغيّرات مستمرة وفق توجهات الحكومة والضغوط الاجتماعية.
الجدل المجتمعي حول الحجاب في إيران
رغم أن الحجاب إجباري قانونياً، إلا أنّ المواقف الاجتماعية تجاهه متفاوتة. يمكن ملاحظة 3 اتجاهات رئيسية داخل المجتمع الإيراني:
1. المؤيدون لفرض الحجاب
يعتبرون أنّ الحجاب قيمة دينية وثقافية، وجزء من الهوية الإسلامية لإيران. ويرون أنّ الدولة مُلزمة بحماية هذه القيم.
2. المعارضون للحجاب الإجباري
لا يعارض كثير منهم مبدأ الحجاب نفسه، بل إلزاميته. ويطالبون بحرية اختيار اللباس باعتباره حقاً شخصياً.
3. المواقف الوسطية
فئة تقبل بوجود الحجاب ولكنها تفضّل تطبيقاً أكثر مرونة، مع تقليل التدخلات الأمنية.
تطورات حديثة وتأثيرها على مسألة الحجاب
شهدت السنوات الأخيرة تغيرات في كيفية تطبيق قوانين الحجاب، حيث:
-
ازداد النقاش العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
-
ظهرت حملات مثل “الأربعاء الأبيض” و“فتيات شارع انقلاب”.
-
تغيّر مستوى التدقيق الأمني من فترة لأخرى حسب الظروف السياسية.
ورغم هذه المستجدات، لا يزال القانون الرسمي يفرض الحجاب بشكل إلزامي.
الحجاب في إيران بين القانون والواقع
الحقيقة الواقعية اليوم أنّ:
-
القانون لا يزال يفرض الحجاب على النساء.
-
التطبيق العملي يتغير باستمرار، ويختلف بين المدن الكبرى والبلدات الصغيرة.
-
النقاش حول الحجاب الإجباري أصبح جزءاً من الحراك الاجتماعي والسياسي في البلاد.
ولذلك، فإن فهم قضية الحجاب في إيران يتطلب النظر إلى جوانبها القانونية، الاجتماعية، السياسية، والثقافية مجتمعة.
خلاصة
الحجاب في إيران إجباري قانونياً منذ عام 1979، لكنّ الجدل حوله ما زال مستمراً، سواء بين المدافعين عن الهوية الدينية أو المطالبين بالحرية الشخصية. وبين شدّ وجذب، يظل هذا الموضوع محوراً أساسياً لفهم التغيير الاجتماعي داخل الجمهورية الإسلامية.